بين ليلة وضحاها، أصبح عم ربيع الصعيدي الشهم بائع الفاكهة أيقونة للعطاء ومحوراً لوسائل التواصل الإجتماعى المصرية والعربية بل والعالمية فهذا الرجل المصرى البسيط الذى لا يمتك من حطام الدنيا سوى فرش الفاكهة المتواجد بالشارع ما إن رأى شاحنات المساعدات المصرية المتجهة إلى أهالينا فى غزة تمر أمامه، قام بتلقائية وعفوية وأصالة وكرم ووطنية وعروبة الملايين من المصريين بإلقاء ثمار البرتقال فوق الشاحنات لتصل إلى أشقائة فى غزة.
ولم يكتف بذلك بل أعطى للسائقين أيضا ليأكلوا منه وأخذ وعداً منهم أن يقوموا بإيصال البرتقال الذي ألقاه فوق الشاحنات إلى داخل غزة .. لم يتردد عم ربيع ولم يفكر أنه لا يمتلك سوى تلك الجنيهات التي يبيع بها الفاكهه والتى قد تؤثر فى رأس ماله البسيط، وقرر أن يتبرع بها ويرسلها إلى أهل غزة، متاجرا مع الله ومساهما ببعض ما يمتلكه وما هو فى إستطاعته.
ولم يكن يعرف أن هناك من يقف بجوار فرشه البسيط ويقوم بتصوير الشاحنات المتجهة إلى غزة وقام بتصوير الواقعه وما أن تم نشرها على السوشيال ميديا حتى انتشرت كالنار فى الهشيم، وأصبح “عم ربيع” حديث الشارع المصرى والعربى، وجاء الرد الربانى سريعا، ورد الله تجارة عم ربيع معه أضعاف أضعاف.
ما قام به “عم ربيع” هو رسالة للجميع مصريين وعرب ومسلمين، رسالة لعدم ترك أشقائنا فى غزة يعانون الويلات من الحصار والجوع والبرد، رسالة بأن التجارة مع الله قد يكون ردها سريعا في الدنيا قبل الآخرة، رسالة أن جينات الشعب المصرى والسواد الآعظم من الشعب المصرى قلوبهم وعقولهم ومشاعرهم متعلقة بأهل غزة وأن من تأتى له الفرصة للتعبير عن ذلك لن يتردد أو يتأخر.
وهى رساله لكل الدول العربية والإسلامية: إلى متى الصمت على جرائم هذا الكيان الصهيوني المحتل الغاصب، وإلى متى السكوت على تشريد وتجويع وحصار أشقائنا فى غزة على مدار أكثر من أربعة أشهر.
فعل “عم ربيع” الصعيدى الشهم الأصيل ما فعله ولم يكن يعلم أن رد الله سريع حيث تبرع رجل أعمال له بمحل بدلا من البيع بالشارع وتبرع آخر له برحلة حج، ليتنا جميعا نقتدى بـ «عم ربيع» الذى أثبت أنه رغم فقرة المادى ولكنه أغنى الأغنياء بفطرته الصادقة ومشاعرة النبيلة وشهامتة الكبيرة.